النساء و السينما: "بينك بوب كورن " تحتفل بمرور عامين من المناقشات المثيرة

المجموعة الفايسبوكية "بينك بوب كورن" تم انشاؤها في 1 افريل 2021 من طرف شغوفة بالسينما ( انا نفسي) التي ارادت ان توفر فضاء مخصص للنساء لمناقشة افلامهن ومسلسلاتهن وممثليهن المفضلين واكتشاف افاق سينماتوغرافية جديدة. منذ ذلك الحين جذبت  بينك بوب كورن 5600 عضوة من آفاق مختلفة اللاتي يتشاركن افكارهن وآراءهن وانتقاداتهن حول تشكيلة واسعة من الافلام والانواع والاساليب.

بينك بوب كورن تعمل بأشكال مختلفة، الادارة تقترح في بعض الاحيان افلام او مسلسلات لمشاهدتها مع بعض، يتبعها مناقشات وتحاليل على المجموعة. 

ليس هذا فقط، يقع ايضا وباستمرار اقتراح مواضيع لاكتشاف سينما ومواضيع مختلفة مثل النساء والمنفى والحب والاطفال او ايضا البلدان مثل المغرب والهند وتونس وايران. العضوات مدعوات لاقتراح افلام او مسلسلات ذات علاقة بالموضوع وبمشاركة آرائهن حول هذه الاعمال ومناقشة ما استخلصنه.

قبل بداية شهر رمضان الذي جرت العادة على تخصيصه للحوارات حول المسلسلات الرمضانية للسنة، موضوع آخر تم اقتراحه : ان تكون معجبة او مشجعة. العضوات مدعوات هكذا لمشاركة شغفهن بممثلين او ممثلات وشرح سبب اعجابهن بهم ووصف كيف يظهر هذا الحب او الهوس. هذا الموضوع " معجبة " مكن البعض من معلومات اكثر على فنانين يحببنهم، بل وايضا اكتشاف ممثلين وممثلات جدد من بلدان بعيدة مثل الهندي شاه روخ خان.

ايضا تنظم بوب كورن لقاءات افتراضية في علاقة بالافلام او المواضيع المقترحة تمكن العضوات من تبادل الحديث مع مخرجين وناقدي سينما ومختصين في مختلف المواضيع. هذه اللقاءات سبق ان جمعت شخصيات مثل المخرج نجيب بلقاضي عند بدء عرض فيلمه قربان وعبد الحميد بوشناق للحديث عن فيلمه فرططو الذهب (الفراشة الذهبية) وعن مسلسله كان يا ما كانش او ايضا نقاد السينما، التونسي خميس الخياطي والمصرية ناهد صالح.  نفس الشيء بالنسبة لمختصين في مختلف المواضيع مثل يسرى فراوس عضوة في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات هم مدعوين لنقاشات مثرية. يمكن للعضوات هكذا الاستفادة من نقاشات معمقة ووجهات نظر مختلفة عن الافلام او المواضيع المطروحة من طرف المجموعة. 

تبادل الآراء حول الافلام والمسلسلات والمواضيع داخل المجموعة تمكن ايضا العضوات من اكتشاف افاق ثقافية جديدة وتوسيع معرفتهن السينماتوغرافية، مثل اكتشاف الفيلم الهندي: المرحاض: قصة حب (2017) من اخراج شري ناريان، الذي مكن العضوات من اكتشاف ثقافة وعادات لا يعرفنها. الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية وسلط ايضا الضوء على انتهاك حقوق النساء في بعض البلدان وتحديدا حقهن الاساسي في الذهاب الى الحمام في أي وقت من اليوم وابرز انه عليهن مواصلة الكفاح اكثر واكثر للحصول على هذا الحق.  

المجموعة تمكن ايضا العضوات من ان يكن على علم بالمستجدات السينماتوغرافية خاصة بالنسبة لبعض المهرجانات الكبيرة مثل مهرجان كان ومهرجان القاهرة.

اختيار ان تكون المجموعة مخصصة حصريا للنساء لم يكن عبثيا ولا يتعلق باستبعاد متعمد للرجال، الحقيقة عديد مجموعات عشاق السينما المختلطة موجودة بالفعل وانشاء مجموعة اخرى اضافية لا يحقق أي مصلحة، كان لابد من انشاء مجموعة مختلفة تستجيب لأمر مطلوب.

في الحقيقة النساء تفضلن التعبير فيما بينهن خاصة اذا كانت بعض الافلام تتطرق لمواضيع حساسة او حميمية، تشعرن بأكثر حرية واكثر ثقة وتتجرأن اكثر على الانفتاح والتعبير، دون ان ننسى انه وللأسف على هذه الفضاءات الافتراضية بعض الرجال يكونون احيانا متطفلين وسيئين ومغازلين ويجعلون النساء موضوع  تعليقات مهينة وتصرفات غير لائقة وهو ما يمنع بعضهن وخاصة الخجولات من مشاركة آرائهن والتعمق في الحوار، بينك بوب كورن توفر هكذا فضاء آمن ولطيف ومريح لكل عضواته.

نجاح بينك بوب كورن لا يمكن انكاره، اكثر فاكثر نساء يلتحقن بهذه المجموعة لمشاركة شغفهن بالسينما والمسلسلات. تبادل الآراء ثري ومتنوع، فالعضوات  يتعاونّ لإيجاد احسن الاعمال لمشاهدتها.

بفضل منشورات وتعليقات العضوات بعضهن طورن شغفها للسينما واصبحن ناقدات ذكيات ويساهمن هكذا في اثراء المجموعة.

بينك بوب كورن مكن ايضا عدة نساء من العودة الى قاعات السينما واكتشاف افاق اخرى. العضوات يتجمعن في بعض الاحيان ليذهبن معا الى السينما وتمكنّ من اكتشاف افلام لم تكن تفكرن بتاتا في مشاهدتها بدون مساعدة هذه المجموعة، عدة عضوات شاهدن مثلا الفيلم الايراني الجميل والمميز Bi Roya (Without her) من اخراج اريان فازيدافتاري الذي تمت برمجته في فقرة سينما العالم بمهرجان ايام قرطاج السينمائية.

هذا يبرز التأثير الايجابي لمثل هذا المنتدى عبر الانترنت.

بينك بوب كورن هو اكثر من مجموعة فايسبوكية هو منتدى لنساء شغوفات بالسينما والمسلسلات اللاتي تساندن وتثرين بعضهم البعض بفضل تبادل آرائهن، هو مكان يقع فيه الاحتفاء بالاختلاف، واين كل واحدة تعبّر بحرية وتشارك تجاربها وآرائها ومشاعرها.

منذ ثلاثة اسابيع بعض العضوات تقابلن فعلا للحديث عن السينما وهذا اللقاء سيصبح شهريا واذا نجحت هذه التجربة في تونس من الممكن اعادتها في مدن اخرى، وهي مرحلة جديدة بالنسبة للمجموعة تبرز ان تبادل الآراء الافتراضي يمكن ان يتجسد ايضا على ارض الواقع.

بالنسبة للنساء (والنساء فقط) اللاتي تردن الانضمام لبينك بوب كورن يكفي تقديم طلب هنا. حسابات الفايسبوك المجهولة مرفوضة. 

نائلة ادريس